"الموجة الثانية" لعلم النفس الإيجابي
"الموجة الثانية" لعلم النفس الإيجابي “Second wave” positive psychology (PP 2.0) - التطور من الوجه المبتسم (☺) الى اليين واليانغ (☯)
Abstract
الملخص: العلم دائمًا يصحح نفسه ويتقدم إلى الأمام. وقد تماهى علم النفس الإيجابي مع هذه القاعدة من خلال عملية التطور التى طرأت عليه باستمرار متمثلة في الموجات التكاملية الثلاثة: "الموجة الأولية" ورائدها مارتن سيليجمان و"الموجة الثانية" ورائدها بول وونغ و"الموجة الثالثة" وروادها تود كاشدان وروبرت بيسواس دينر ومجموعة علماء آخرين. وقد أثبت علم النفس الإيجابي أنه أسرع التخصصات الفرعية نموًا في علم النفس وقد اكتسب اهتمامًا متزايدا في الممارسة العملية (Martín-del-Río et al., 2021). وجاءت هذه المقالة لتذكر المختصين بهذا المجال في العالم العربي ب "الموجة الثانية" لعلم النفس الإيجابي. حيث أظهر عددًا من الباحثين مخاوفًا حول ما إذا كانت تدخلات علم النفس الإيجابي ذات فعالية وذات مغزىً ثقافيًا في الدول غير الغربية كالدول العربية مثلًا، حيث هناك العديد من الاختلافات الثقافية التي قد تحُدُّ منها (Basurrah et al., 2021)، وخصوصا أن "الموجة الثانية" تحتضن في مفاهيمها الوجودية والتاوية (Wong et al., 2021)، مما قد يُساء فهمه في السياق الثقافي والديني المحلي. ونظرا لأن معظم البناءات النفسية في الأدبيات قد تم تطويرها في سياقات ثقافية غربية، فهناك قلق من تطوير سياسات تستند إلى أدلة بحثية أجنبية (Yaaqeib, 2021). لقد جاءت الموجة الثانية لتساعد علم النفس الايجابي لتجاوز العديد من المشاكل التي تراكمت خلال موجته الأولى، كما وفتحت آفاقًا متعددة للبحوث والتطبيقات من منطلق افتراضات يافعة وجديدة. وقد استفادت حركة علم النفس الإيجابي نظرياً وتطبيقياً من الموجة الثانية من خلال دمج ثلاث مجالات نفسية متميزة: علم النفس الإنساني الوجودي، وعلم النفس الإيجابي، وعلم نفس السكان الأصليين. وقد ساعدت الموجة الثانية من خلال دمج تخصصات نفسية مختلفة في تنحية المواقف المعرفية العقائدية للموجة الأولى جانبا في خدمة التطور العام لعلم النفس الإيجابي. كما أدخلت هذه الموجة المعنى المرتبط بالثقافة الأصلية للسكان، مما يساعد على دمجها في المفاهيم المناسبة للمجتمع العربي.